"قررتُ الانتحار في عيد ميلادي الثلاثين، لكن انتهى بي المطاف بأنْ أصبحت مليارديرة!"
لستُ أنا من قال هذا، إنها كاتبة سلسلة هاري بوتر، أثق أنّ نجاحها الباهر أثار فضول الجميع، وليس فقط فضولي، لذا وددتُ أن أبدأ بها. حين قرأت قصتها تساءلت:
لماذا لا نرى سوى الصورة النهائية؟ لماذا لا ينصب تركيزنا سوى على استحالة حدوث هذه النتيجة معنا وننسى كل الخطوات التي مشاها الشخص للحصول على تلك النتيجة؟
لا أحد حكى لنا عن سنوات مراهقتها العصيبة، ولا أحد تحدث عن تعرضها للعنف الجسدي من زوجها، لا أحد تطرق لكونها عاشت مع ابنتها في أحد دور الرعاية الخيرية، وكيف كانت في تلك الفترة تقول عن نفسها إنها أكثر شخص فاشل عرفته، لا أريد أن أفصّل في معاناتها أكثر، ما يهمني حقاً هو أنها رغم كل شيء اختارت بكل قوتها أن تكون أفضل من أجلها ومن أجل ابنتها، اختارت أن تعود إلى شغفها منذ الطفولة: الكتابة، عادت للكتابة وصبّت كل ما فيها هناك، بعد أن جاءها إلهام عن قصة صبي صغير يدخل مدرسة السحر، كانت في القطار ولم يكن بحوزتها قلم، لذا ظلت مدة أربع ساعات تتخيل كل تفاصيل الرواية، تتخيل العالم الكامل الذي سوف تنشئه، دون أن يكون لديها أدنى فكرة أن هذا العالم سيجعلها مليارديرة!
ولكنْ كيف تجلى هذا معها؟ ما هو لغز التجلي؟ وما الذي يمنعه من الظهور في حياتي؟ هل يوجد شيء يمكنني القيام به لأستشعر بتجليات أكثر؟
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، حيث سنكتشف سوياً أكبر معيق للتجلي، وستتعلم أحد التمارين المهمة التي تساعدنا في عملية التجلي، وسنرفع الغطاء عن أول مفتاح من سلسلة مفاتيح التجلي.
المعيق الأخطر للتجلي:
هل تعرف قصة شجرة الخيزران الصينية أو ما يطلق عليها ساق البامبو؟ إنّ طريقة نموها هي ما جعلتها النبتة الأكثر إثارة على الإطلاق، ف خلال الأعوام الخمسة الأولى من غرس بذرتها في التربة لا تنمو أبداً، تخيل معي.. نبتة ولا تنمو لمدة خمس سنوات! لا يظهر خلال كل تلك المدة سوى برعم صغير جداً، ولكن بعد السنوات الخمس لا يحتاج الأمر لأكثر من ثلاثة أشهر فقط لكي تنمو لأكثر من 30 متراً دفعة واحدة! ولكن ما السر في هذا؟
إنّ البذرة في السنوات الخمس الأولى كانت منشغلة في تكوين الجذور، ولكن ليست أية جذور، ف جذور شجرة الخيزران أسفل التربة تصنع شبكة معقدة وممتدة تشبه مترو الأنفاق، وبعد أن تكتمل قوة الجذور المتشعبة في الأرض، تنطلق سيقان الخيزران في رحلة مجنونة من النمو لتعانق السماء!
هل بإمكانك أن تتخيل ما الذي سيحدث إن زرع أحدهم تلك الشجرة وانتابه الشك حين مرت الأيام والأشهر الأولى بدون أن يظهر شيء؟
لا شيء ينمو مع الشك، لا شيء يزهر وهو يُسقى بماء الشك المسموم، الشك هو أخطر معيق للتجلي، قد يجعلك تقتلع بذرتك قبل يوم واحد من نموها، حين تشك في قدرتك على التغيير، حين تشك بأن الأمور الجيدة تحدث فقط مع الآخرين وليس معك، حين تشك بالطريق الطويل الشاق الذي قطعته حتى تصل إلى هنا، لا أحد يعرف هذا الطريق سواك، لذا لا تسمح لأي شخص أن يشكك فيه أو في نفسك، احمِ بذرتك، وأنت تثق جيداً أنه سيحين وقتها لتنمو بطريقة تذيب كل تعبك.
تدريب مهم لعضلة التجلي:
أعلم أنه منذ دخلت عالم الوعي زاد اهتمامك بالجانب الروحي، هذا ما جرى معي أنا أيضاً، شعرت بأنه أمر رائع، لكنه لم يعد كذلك حين أهملت عقلي تماماً، بل أصبحت أشعر بأنه هو سبب مشاكلي كلها، لذا نقمت عليه، اقتنعنا أن عقلنا هو العدو الذي سبب لنا هذه المعيشة غير المرغوبة، إن هذه الحالة لن تزيد عقلك سوى مقاومة لك ولما تريده، فتزداد أنت كرهاً له، هل رأيتم معي كيف أنها حلقة مفرغة مشؤومة؟
عقلك ليس عدوك، بالحقيقة هو جزء عظيم منك، كما هي روحك، و سبب تعاستك ليس عقلك، بل البرمجة التي إخترت أن يكون عليها ، ويكفي أن تلغي برمجته المعيقة السابقة و تدمر وتنسف كل ذلك وتقتح المجال لإختيارات جديده تدعمك و ترعاك، حينها ستشاهد بعينك كيف تغير كل تلك الطاقة ، ربما تتساءل: كيف بإمكاني أن أفعل هنا؟ هنا يأتي دور تمرين التصور.
كيف تقوم بهذا التمرين؟
عليك أن تعرف أولاً أن التصور أو التخيل يعتمد على أربعة عناصر أساسية: العنصر الأول هو: التكرار: هل تتذكر حين كنت طفلاً وأردت شراء لعبة، ظللت تعيد على والدتك العبارة التالية:أمي أريد لعبة، أريد لعبة، أريد لعبة، لعبة...أثق أنك لم تملّ لحظة من التكرار، وهذا ما أدى كنتيجة مؤكدة إلى حصولك على تلك اللعبة، هل بإمكانك أن تعيد إحياء تلك القوة التي كانت فيك كطفل؟ قوة التكرار والترددات التي تصدح في أرجاء عقلك، وكأن لا شيء هناك سوى تلك اللعبة، إلى أن حصلت عليها أخيراً، صحيحٌ أن أمك ربما قد أصيبت بالصداع، ولكن الكون لن يصاب بالصداع حين تكرر طلبك في عقلك، حين تردده بمتعة طفل، وكأنها لعبة، حينها ستمتلك القوة الكافية للحصول على ما تريد. أما العنصر الثاني فهو: مدة الصورة الذهنية: وهي المدة التي يمكنك بها أن تمسك الصورة الذهنية التي تريدها في عقلك، في البداية ستجد أن الصورة تظهر في جزء من الثانية ثم تتلاشى، لكن كلما استرخيت بشكل أعمق وكررت الأمر ستجد أنك أصبحت تستطيع إمساكها لوقت أطول، ستبدأ بثوان ثم دقائق، ثم ستصبح تلك الصورة حاضرة في معظم الوقت في عقلك. والآن العنصر الثالث وهو: التوافق ( الإتساق): حين ترغب بشيء ستشعر في البداية أنه بعيد عنك.. ضبابي وغير واضح.. وكأنه غامض وغريب، ولكن كلما دونته وخططت له وتخيلته وكررته ذهنياً ستبدأ باستشعار أنه قد أصبح متوافقاً معك على نفس الترددات. وأخيراً العنصر الرابع وهو: الكثافة: وهي كمية التركيز والمشاعر التي تضعها في تلك الصورة، وبالواقع هذا هو العنصر الأهم في تمرين التصور، فعليك أن تعرف جيداً أين تضع كثافتك الحسية، لأن قوة التصور قوة حيادية، ليست شراً أو خيراً، لن تجلب فقط الأشياء الجيدة أو السيئة، هي ستجلب ببساطة ما تضع كثافتك فيه وتتوافق معه، لذا واصل بتغذية عقلك بالتصور الواضح والمكثف والداعم لك، وتذكر أن تمرين التصور يعمل طوال الوقت، وهو ما جعلنا نكره عقولنا في بدلية الوعي، لذا استفد منه الآن، واجعله بذرة لمستقبل مختلف.
مفتاح من سلسلة مفاتيح التجلي السبعة:
هل سبق وأن شاهدت سباق ماراثون؟
هناك شيء مثير للدهشة سوف تلاحظه وأنت تتابع المتسابقين، وهو "لا أحد منهم يلتفت" وكأن الالتفات ممنوع، لكنه ليس ممنوعاً بالحقيقة، كل ما في الأمر هو أنهم يعرفون جيداً أن ذاك الجزء من الثانية هم أولى به، ولا حاجة لهدره على التلفت يمنة ويسرة لرؤية المتسابقين الآخرين، لذا كل ما يقومون به هو النظر نحو الأمام والحضور الكلّي في الجسد والتركيز بقوة على الهدف.
ربما استطعت من تلك القصة أن تكتشف لوحدك ما هو مفتاح التجلي الذي أريد التحدث عنه، إنه الحفاظ على ذبذباتك من التشتت، من السهل علينا أن ننسى أهمية طاقتنا و نهدرها في كل مكان، نهدرها في التعاطف والشكوى والتركيز على الآخرين، إن طاقتنا هي أول ما نقدمه للناس وكأنها حلوى رخيصة، لكن بالحقيقة هي أثمن من المجوهرات، نتساءل: لماذا لا أستطيع خلق المستقبل الذي أريده؟ وننسى أنه لم يعد لدينا طاقة سوى للعيش بصعوبة، مستقبلك يحتاج طاقتك، يحتاج تركيزك، يحتاج انشغالك به فقط، لذا إن كانت لديك رغبة في الحصول على تجليات عديدة عليك أن تتعلم أولاً كيف تحمي طاقتك من التشتت والضياع، عليك أن تعيد النظر إلى نفسك كالقيمة الأغلى التي ستصنع فارقاً كبيراً في كل علاقة تكون بها، والأهم هو أنها ستصنع مستقبلك.
والآن.. بعد أن خضنا رحلة ممتعة في عالم التجلي، اكتشفنا معها أهم معيقات التجلي، وتعرفنا على التدريب الذي بإمكاننا استخدامه لتنمية عضلة التجلي، وتعرفنا على أحد مفاتيح التجلي السبعة، ندعوك للتسجيل في الماستر كلاس المجاني : "إختيارات ملهمة لواقع جديد"، الذي سيجعلك تمتلك رؤية أوسع ووعياً أعمق عن عالم التجلي وما قد يخدمك من إختيارات لتتمكن من تجسيد تجليات عديدة في عالمك.
عديدة في عالمك.
فسحة للتنفس: خذ نفساً عميقاً، واسأل:
هل هذا البرنامج سوف يخدمني في هذه المرحلة؟
كيف سيكون جسدي وأنا أحضر البرنامج؟ كيف ستكون حياتي بعد خمسة أعوام إن طبقت ما تلقيته بالبرنامج؟